إذَا كُنْت بِصَدَد الدُّخُول فِى عَالِمٌ الْأَعْمَال ، ورغبتك فِى تَأْسِيس شَرِكَة خَاصَّة بِك ، فَتَابِعٌ مَعَنَا قِرَاءَةِ هَذَا الْمَقَال
لِأَنَّهُ بِمُجَرَّدِ قِرَاءَةِ هَذَا الْمَقَال سَوْف تَتَعَرَّف عَلَى مَدَى حَاجَتَك إلَى تَأْسِيس شَرِكَة وَالْمَزايا الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى تَأْسِيسٍ شَرِكَة فَتَابِعٌ الْقِرَاءَة
قَد تَعْمَل بمفردك فِى الْوَقْت الحالى ، وَلَكِنْ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتُ قَدْ تَحْتَاجُ إلَى شُرَكَاء أَو مستثمرين لتطوير أَعْمَالِك
كرائد أَعْمَال ، عِنْدَمَا تَبْدَأ فِى التَّفْكِير فِى تَأْسِيس شَرَكْتُك ، لاَبُدَّ مِنْ أَنَّ تَتَعَرَّف عَلَى أَنْوَاعِ الشَّرِكَات الْمُخْتَلِفَة
وَإِشْكَالُهَا القَانُونِيَّة الْمُخْتَلِفَةِ حَتَّى تَسْتَطِيع تَحْدِيدٌ الشَّكْل القانونى الْمُنَاسِب لشركتك
وَإِنْ كُنْت قَدْ أُسِّسَت شَرَكْتُك بِالْفِعْل فَبِمُجَرَّد قِرَاءَتَك لِهَذَا الْمَقَال سَوْف تَتَعَرَّف عَلَى أَنْوَاعِ الشَّرِكَات الْمُخْتَلِفَة وَإِشْكَالُهَا القَانُونِيَّة
وَسَوْف يُسَاعِدُك ذَلِكَ عَلَى تَحْدِيدِ الطَّبِيعَة القَانُونِيَّة لشركتك وَالشَّكْل القانونى الْأَنْسَب لَهَا ، فَتَابِعٌ الْقِرَاءَة
عِنْد تفكيرك فِى تَأْسِيس شَرِكَة فَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّك دَخَلْت عَالِمٌ الْأَعْمَال
فَيَجِبُ عَلَيْك مَعْرِفَةُ مَزَايَا تَأْسِيس شَرِكَة حَتَّى تَتَمَكَّنَ مِنْ الاستمرارية وتحدى أَىّ عقبات
مَزَايَا تأسيس شركة
أَوَّلًا : تَأْسِيس شَرِكَة يُسَاعِدُكَ عَلَى امْتِلَاك اسْم تَجَارَى لِلشَّرِكَة يُمَيِّز شَرَكْتُك عَنْ غَيْرِهَا
وَلَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ اسْتِخْدَامِه بَعْدَك ، وَمَع مُرُور الْوَقْت يُصْبِح الِاسْم التجارى لشركتك عَلَامَةٌ مُمَيِّزَةٌ وَيُمْكِن اسْتِغْلَالُه بَعْدَ ذَلِكَ لِلْحُصُولِ عَلَى الْأَمْوَالِ
ثَانِيًا : تَأْسِيس شَرِكَة يُسَاعِدُكَ عَلَى فَصْلِ الشَّرِكَةُ عَنْ أَشْخَاص الشُّرَكَاء
فَالشَّرِكَة تَتَمَتَّع بِذِمَّة مَالِيَّة مُسْتَقِلَّةٌ عَنْ الشُّرَكَاءِ فِيهَا وَيَكُونُوا غَيْرُ مَسْئُولِينَ عَن دُيُونٌ الشَّرِكَة والتزماتها مَتَى اتَّخَذَت شَكْل قانونى مُعَيَّن
وَأَغْلَب الشَّرِكَات النَّاشِئَة تَبْدَأ بِشَكْل قانونى ” شَرِكَة ذَات مسئولية محدودة”
لِمَا لَهَا مِنْ مَزَايَا عَن بَاقِى الْإِشْكَال القَانُونِيَّة الْأُخْرَى للشركات تَكْمُن فِى المسئولية الْمَحْدُودَة لِلشُّرَكَاء فِيهَا وَعَدَمِ مسئوليتهم عَن دُيُونٌ والتزمات الشَّرِكَة
ثَالِثًا : تَأْسِيس شَرِكَة يَعْنِى أَنَّهَا قَابِلَةٌ للاستمراريه فِى الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الِاعْتِمَادُ عَلَى أَشْخَاصٍ الشُّرَكَاء فِيهَا
رَابِعًا : تَأْسِيس شَرِكَة يُسَاعِدُكَ عَلَى بَيْعِ أَوْ نَقْلٍ أَسْهُم الشَّرِكَة بِكُلّ سُهُولَة دُونَ الْمُرُورِ بِأَىّ عقبات
خَامِسًا : تَأْسِيس شَرِكَة يُسَاعِدُكَ عَلَى سُهُولَة الْحُصُولِ عَلَى مستثمرين لمشروعك إنْ كَانَ لَدَيْك شَرِكَة مُؤَسِّسَةٌ بِالْفِعْل
وَيَفْضُل أَنْ تَكُونَ شَرِكَة ذَات مسئولية مَحْدُودَةٌ لِسُهُولَة نَقَل أَسْهَمَهَا أَوْ دُخُولُ مستثمرين فِيهَا
الوَقْتِ الْمُنَاسِب ل تأسيس شركة
كُلَّمَا أُسِّسَت شَرَكْتُك فِى وَقْتٍ مُبَكِّرٍ كُلَّمَا كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا فِى اكْتِسَاب مِلْكِيَّة حُقُوق الْمِلْكِيَّة الْفِكْرِيَّة لشركتك
وَيُؤَدَّى ذَلِكَ إلَى ثَقُل شَرَكْتُك فِى السُّوق وتمتعها بِالِاسْم التجارى وَسُرْعَة نموها
تَأْسِيس شَرِكَة ضَرُورَة قَانُونِيَّةٌ
أَن تَأْسِيس شَرِكَة يُعَدّ ضَرُورَة قَانُونِيَّةٌ فِى أَىّ بَلَد تُؤَدّ تَأْسِيس شَرِكَةٌ فِيهَا
فَيُعَدّ تَأْسِيس شَرِكَة بِمَثَابَة شَهَادَة مِيلاَد شَرَكْتُك فِى السُّوق
وتمتعها بالعديد مِن الْمَزَايَا مِن الْحُصُولِ عَلَى تمويلات أَو مستثمرين أَوْ الْحُصُولُ عَلَى فُرَص تعاقدت حُكُومِيَّة
ويجنبها المسائلة القَانُونِيَّة إذَا لَمْ يَتِمَّ التَّأْسِيس
خُطُوَات تأسيس شركة
لاَبُدّ بِدَايَةَ مَنْ التَّوَاصُلِ مَعَ أَحَدٍ الْمُخْتَصَّيْن فِى تَأْسِيس الشَّرِكَات وَطَلَب الِاسْتِشَارَة
وَالِاخْتِيَار الشَّكْل القانونى الْمُنَاسِب لشركتك حَسَب طَبِيعَة نشاطك وَحَجْم رَأْسِ الْمَالِ
وسيقوم بَعْدَهَا بِإِنْهَاء إِجْرَاءات تَأْسِيس شَرِكَة سَوَاءٌ كَانَتْ وَفْقًا لِقَانُون التِّجَارَةِ أَوْ لِقَانُون الاسْتِثْمَار
وَتَسْلِيمُك كَافَّة المستندات القَانُونِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بشركتك لتعلن عَنْ دُخُولِ شَرَكْتُك عَالِمٌ الْأَعْمَال بِشَكْل رسمى
مَاذَا بَعْد تأسيس شركة
لَم يُنْتَهَى الْآمِرِ عِنْدَ تَأْسِيس شَرِكَة وَالِاسْتِفَادَة بمزايا التَّأْسِيس وَاخْتِيَار الشَّكْل القانونى الْمُنَاسِب لشركتك
إذْ مِنْ الضرورى فَصْلٌ الشَّرِكَةُ عَنْ المساهمين فِيهَا وَوَضَع ضَوَابِط عَمِل الشَّرِكَة
وَعَمِل لَوَائِحٌ تنظيمية لَهَا وَعُقُود الْعَمَل لَدَى موظفيك واتفاقية المساهمين لِتَجَنُّب حُدُوث إشْكَالَات مستقبلية
وَتَأْمِين مَوْقِفٌ شَرَكْتُك القانونى عِنْد إبْرَام عُقُود مَعَ الْغَيْرِ أَوْ المستثمرين لِلْحِفَاظِ عَلَى شَرَكْتُك
وَغَيْرِهَا مِنْ الْأُمُورِ القَانُونِيَّة الَّتِى تساعدك عَلَى النُّمُوِّ وَالصُّعُود
فَبَادَر بتأسيس شَرِكَة الْآن لكى تَنْضَمّ لِعَالِم رَوَّاد الْأَعْمَال وَيُصْبِح لَك كِيان قانونى تَسْتَطِيعُ مِنْ خِلَالِهِ النُّمُوّ وَالصُّعُود فِى عَالِمٌ البزنس
أَنْوَاع الشَّرِكَات ، وَالشَّكْل القانونى الْمُنَاسِب لشركتك
تَنْقَسِم أَنْوَاع الشَّرِكَات إلَى نَوْعَيْنِ بِخِلَاف الْمُنْشَأَة الْفَرْدِيَّة ( شَرِكات أَشْخَاص – شَرِكات أَمْوَال ) وَسَوْف نَتَنَاوَل كِلاهُمَا بِالشَّرْح والتبسيط عَلَى النَّحْوِ الاتى
أَوَّلًا : شَرِكات الْأَشْخَاص
تُعْتَبَر شَرِكات الْأَشْخَاص أَحَدُ أَنْوَاعِ الشَّرِكَات ، والتى تَقُوم الِاعْتِبَار الشخصى لِلشُّرَكَاء
بِحَيْثُ يَكُونُ لِلشَّرِيكِ فِى الشَّرِكَة مَحَلُّ اعْتِبَارِ ، بِمَعْنَى أَنَّ الشُّرَكَاء فِيهَا يَكُونُوا مَسْئُولِين عَن دُيُونٌ الشَّرِكَة فِى أَمْوَالِهِم الْخَاصَّة
وَتَظْهَر بِشَكْل مُمَيِّز فِى الشَّرِكَات العائلية ، وَتَشْمَل ( شَرِكَة التَّضَامُن – شَرِكَة التَّوْصِيَة الْبَسِيطَة شَرِكَة الْمُحَاصَّة )
شَرِكَة التَّضَامُن
وَهَى أَحَدٌ أَهَمّ أَنْوَاع شَرِكات الْأَشْخَاص ، وَيَكُونُ فِيهَا الشُّرَكَاء متضامنين ومسئولين مسئولية شَخْصِيَّةٌ عَن دُيُونٌ الشَّرِكَة
شَرِكَة التَّوْصِيَة الْبَسِيطَة
وَهَى أَحَدُ أَنْوَاعِ شَرِكات الْأَشْخَاص الْأَقَلّ مسئولية عَن شَرِكَة التَّضَامُن ، وَتَشْمَل نَوْعَيْنِ مِنْ الشُّرَكَاءِ
أَوَّلِهِمَا : الشُّرَكَاء المتضامنين وَيَأْخُذُوا نَفْس أَحْكَام الشُّرَكَاء المتضامنين فِى شَرِكَة التَّضَامُن
ثَانِيهِمَا : الشُّرَكَاء الموصين وَيَسْأَلُوا عَن دُيُونٌ الشَّرِكَة فِى حُدُودَ مَا قَدَّمُوهُ مِنْ حِصَص فَقَطْ دُونَ بَاقِى دُيُونٌ الشَّرِكَة
شَرِكَة الْمُحَاصَّة
هِىَ أَحَدُ أَنْوَاعِ شَرِكات الْأَشْخَاص الْخَفِيَّة ، والتى تُسَمَّى بِالشَّرِكَة الْفِعْلِيَّة
وَيُتِمّ تكوينها فِى الْخَفَاء بِغَيْر الْحُصُولِ عَلَى الإجْرَاءات القَانُونِيَّة اللَّازِمَة لتأسيس الشَّرِكَات
إلَّا أَنَّهَا لَا تَسْتَطِع إبْرَام أَىّ تَصَرَّف قانونى بِاسْم الشَّرِكَةِ وَإِلَّا تَرَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ تَحْوِيلُهَا لِشَرِكَة تَضَامُنٌ فَعَلَيْه
ثَانِيًا : شَرِكات الْأَمْوَال
تُعْتَبَر شَرِكات الْأَمْوَال أَحَدُ أَنْوَاعِ الشَّرِكَات ، وَتَقُومُ عَلَى الِاعْتِبَارِ المالى بِعَكْس شَرِكات الْأَشْخَاص الَّتِى تَقُومُ عَلَى الِاعْتِبَارِ الشخصى
وَلَيْس لِشَخْصِيَّة الشَّرِيك فِى شَرِكات الْأَمْوَال أَهَمِّيَّة ، فَهِى تَعْتمِدُ عَلَى تَجْمِيع رَأْسِ الْمَالِ لِتَحْقِيق غَرَضٌ الشَّرِكَة دُونَ النَّظَرِ لِشَخْصِيَّة الشُّرَكَاء فِيهَا
وَتَنْقَسِمُ إلَى أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ ( شَرِكَة الْمُسَاهَمَة – شَرِكَة التَّوْصِيَة بالاسهم – شَرِكَة ذَات المسئولية الْمَحْدُودَة – شَرِكَة الشَّخْص الواحد)
شَرِكَة الْمُسَاهَمَة
هِىَ أَحَدُ أَهَمّ أَنْوَاع شَرِكات الْأَمْوَال ، وتتكون مِن شُرَكَاء لَا يَجْمَعُهُم سِوَى الِاعْتِبَار المالى
وَيَنْقَسِم رَأْس مَآلُهَا إلَى أَسْهُمٍ مُتَسَاوِيَةٍ الْقِيمَة يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا سَهْمًا
وَلَا يَكُونُ الشُّرَكَاء مَسْئُولِين عَن دُيُونٌ الشَّرِكَةُ بِقَدْرِ مَا لَدَيْهِمْ مِنْ أَسْهُم
شَرِكَة التَّوْصِيَة الْبَسِيطَة
هِىَ أَحَدُ أَنْوَاعِ شَرِكات الْأَمْوَال ، وتتكون مِنْ نَوْعَيْنِ مِنْ الشُّرَكَاءِ النَّوْعُ الْأَوَّلُ وَهُوَ الشَّرِيك المتضامن
وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ دُيُونٌ الشَّرِكَة مسئولية شَخْصِيَّةٌ وتضامنية كَمَا هُوَ الْحَالُ فِى الشُّرَكَاء المتضامنين فِى شَرِكَة التَّضَامُن والتوصية الْبَسِيطَة
وَالنَّوْع الثَّانِى هُوَ الشَّرِيكُ الْمُوصَى (المساهم) وَيَأْخُذ حُكْم الشَّرِيك فِى شَرِكات الْمُسَاهَمَة حَيْث يَأْخُذ حصصه عَلَى شَكْلِ أَسْهُم وَلَا يَكُونُ مَسْئُولٌ عَنْ الْتِزَامَاتٌ الشَّرِكَة وديونها إِلاَّ فِى حُدُودُ هَذِهِ الاسهم فَقَط
شَرِكَة ذَات المسئولية الْمَحْدُودَة
هِى تُعْتَبَرُ مِنْ أَفْضَلِ أَنْوَاعِ الشَّرِكَات بِالنِّسْبَة لرواد الْأَعْمَال ، وَالشَّرِكَات النَّاشِئَة
وتتكون مِنْ عَدَدِ مِنْ الشُّرَكَاءِ لَا يَقُلْ عَنْ شَرِيكَيْنِ وَلَا يَزِيدُ عَنْ خَمْسِين شَرِيك
وَلَا يَسْأَلُ الشُّرَكَاءِ عَنْ الْتِزَامَاتٌ الشَّرِكَةِ أَوْ ديونها إِلاَّ فِى حُدُود حِصَصِهِم فَقَط
شَرِكَة الشَّخْصِ الْوَاحِدِ
تُعْتَبَر كَذَلِكَ مِنْ أَفْضَلِ أَنْوَاعِ الشَّرِكَات بِالنِّسْبَة لرواد الْأَعْمَال ، وَيَقُوم بِهَا شَخْصٍ وَاحِدٍ فَقَطْ
وَيَسْأَل صَاحِبِهَا فِى حُدُود رَأْسَ مَالِ الشَّرِكَةِ دُونَ أَنْ يَشْمَلَ ذِمَّتِه الْمَالِيَّة وَلَا يَضْمَنُ دُيُونٌ الشَّرِكَة فِى مَالِهِ الخَاصِّ
وَرَأْس مَالِهَا خَمْسِينَ أَلْفَ جُنَيْه تَدْفَع عِنْد التَّأْسِيس
وَبِذَلِك نَكُون قَد تعرفنا عَلَى أَنْوَاعِ الشَّرِكَات الْمُخْتَلِفَة فِى القَانُون الْمِصْرِىّ ، وَإِشْكَالُهَا الْمُخْتَلِفَة ، مِمَّا يُسَاعِدْنَا عَلَى تَحْدِيدِ الشَّكْل القانونى الْمُنَاسِب لِلشَّرِكَة ، وَسَوْف نَقُوم بالتعرف فِى مَقَالَات أُخْرَى عَلَى كُلِّ شَكْل شَرِكَة بِالتَّفْصِيل
تَمّ كِتَابَهُ هَذَا الْمَقَال بِمَعْرِفَة د / إسْلَام كيلانى المحامى الْمُتَخَصِّص فِى تَأْسِيس الشَّرِكَات وَالْمُنَازَعَات التِّجَارِيَّة
لا تعليق